• برنامج ما وراء الخبر، الجزيرة، 01/10/2016، التحريض الإعلامي لقناة الجزيرة، موفق مطر، مسعود غنايم، سيف الدين عبد الفتاح، ضد المشاركة في الجنازة، التطبيع العربي، المشاركة مصلحة فلسطينية، جنازة شمعون بيريز
    استضاف برنامج "ما وراء الخبر" موفق مطر، المدير التنفيذي لمفوضية الإعلام في حركة فتح، ومسعود غنايم، النائب في الكنيست الإسرائيلي، وسيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، لنقاش دلالات المشاركة الفلسطينية والعربية في جنازة بيريز، ومقاطعة النواب العرب في الكنيست لها رغم ما تعرّضوا له من ضغوط وانتقادات.
    قال موفق مطر :
    الرئيس محمود عباس حضر هذه الجنازة استجابة للدعوة التي وجهت له من عائلة بيريز، على اعتبار أن حالات الوفاة مناسبات إنسانية أكثر منها سياسية، كما أن هذه الزيارة تبدد اتهامات الحكومة الإسرائيلية بأنه لا يوجد شريك فلسطيني في عملية السلام.
    رغم تاريخ بيريز الدموي، فإن المجتمع الدولي منحه جائزة نوبل للسلام مناصفة مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد توقيع اتفاقية أوسلو للسلام، وبالتالي كان على الرئيس الفلسطيني أبرز الداعين للسلام أن يشارك في هذه الجنازة.
    المنهج السياسي الذي يتبعه أبو مازن يسعى لتحقيق السلام للحفاظ على المصالح الرئيسية للشعب الفلسطيني، وقد رفض مرارا وتكرارا اللقاء مع بنيامين نتنياهو قبل إنهاء الاستيطان والإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى الفلسطينيين.
    قال مسعود غنايم :
    النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي لم يشاركوا في الجنازة لأنهم اعتبروا المشاركة تعبيرا عن موقف سياسي، وهذا الرجل ارتكب عشرات المجازر بحق الفلسطينيين وكرس حياته لأن تكون دولة إسرائيل قوة نووية لإرهاب جيرانها العرب.
    لا أعلم الاعتبارات التي دفعت بعض الدول العربية للمشاركة في جنازته، ولكن على المستوى الشخصي أرى أن المشاركة في هذه الجنازة لن تساهم في تقوية الموقف العربي أمام إسرائيل، بل على العكس تماما، فهذه المشاركة ستستغل من قبل إسرائيل لدعم المزيد من عمليات التطبيع في العالم العربي.
    فإنه من السذاجة الاعتبار أن الجانب الإنساني في جنازة بيريز يطغى على الجانب السياسي، وسوف يستغل الإعلام والحكومة في إسرائيل هذه المشاركة من أجل شرعنة وجود إسرائيل وتقديم المزيد من الدعم الدولي لها.
    قال سيف الدين عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة :
    نرأى أن هذه الجنازة تشكل حالة فاضحة وكاشفة للمنظومة العربية بشكل عام ولظاهرة "المتصهينين العرب" بشكل خاص، وأضاف أنه "للأسف فإن مصر منذ الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي في 2013، تمارس سياسة تقوم على اكتساب الشرعية الدولية عبر البوابة الإسرائيلية".
    لم يكن ينبغي للرئيس الفلسطيني المشاركة في هذه الجنازة، كما كان يمكن أن يحضر السفير المصري للجنازة بدلا من حضور وزير الخارجية، وقد رفعت إسرائيل سقف تطلعاتها وأعلنت حضور السيسي للجنازة، ويبدو أن الأخير كان ينوي الذهاب لكنه تراجع بسبب الهجوم الكبير الذي تعرض له.
    هذه المشاركة تعد سقطة كبيرة للسلطة الفلسطينية والدول العربية التي شاركت فيها، متسائلا: أي سلام هذ الذي تتسول السلطة الفلسطينية للحصول عليه من نتنياهو الذي يواصل سياسة الاستيطان وقتل الفلسطينيين وتهويد القدس.