• ندوة سياسية، الجزيرة مباشر، 24/09/2016، خالد مشعل، الانتخابات الداخلية في حماس، الديمقراطية، حماس
    كلمة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال ندوة بعنوان "التحولات في الحركات الإسلامية" التي نظمها مركز الجزيرة للدراسات :
    أنّ الحركة تأثرت بثورات الربيع العربي، وأن المقاومة كانت في المقابل ملهمة للشعوب في مواجهة القمع، مشدددا في الوقت نفسه على أن "ما لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من سلاح اليوم أضعاف الماضي، رغم الحصار الإسرائيلي".
    إن المقاومة تتكيّف في أصعب البدائل، ولا تملك من يعطيها، لكنّ الإرادة قادرة على فعل ذلك".
    عامي 2011 و2012 كانا بمنزلة مشهدٍ جديد مبشّر؛ برزت خلاله دول وحكومات ذات رصيد شعبي وديمقراطي، واستبشرت حماس به، واستفادت سياسيًا منه في دعم خيار المقاومة، وإيجاد ظهير لها.
    على صعيد موقف حماس من الربيع العربي، اجتهدنا أن نصوغ المواقف بمحددات دقيقة، بأننا نحن حركة مقاومة، مجال عملنا فلسطين والقضية الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال، ونسعى للمحافظة على القضية عنوانا جامعا للأمة، ولا ندخلها في الصراعات".

    أن من محددات حركته، عدم التدخل في الصراعات، والوقوف مع الشعوب وتطلعاتها، ومع وحدة الأمة ومصالحها، "وهذا موقف طبيعي، فنحن حركة شعبية من الطبيعي أن لا نقف ضد الشعوب، وأن نقف ضد الظلم".
    أن بعض المسؤولين طلب من حماس موقفًا معه ضد شعبه، لكنّها رفضت؛ "لأننا مقتنعون أن الأمة التي تملك قرارها وحريتها هي القادرة على تحقيق النهضة لصالح شعوب الأمة، والأقدر على الانتصار في معارك الأمة الخارجية".
    اجتهدنا أيضًا في إدارة علاقاتنا السياسية، انطلاقا من المعادلة بإمكانية الجمع بين ضروراتنا كحركة مقاومة ومبادئنا الأخلاقية، فإذا تعارضت المصالح مع المبادئ ننحاز للأخيرة".
    وجدنا أنفسنا أمام متغيرات كبيرة، فدول تغيرت وانقلب على ديمقراطيات، ومنع تغيير هنا وهناك، واجتهد البعض أن ينقلب على حكومات كانت سندا لشعوبها وللمقاومة الفلسطينية، ووجدنا أننا أمام ظواهر خطيرة، وأن الصراع تحوّل لطائفي، فالطائفية صنعة أنظمة وقوى أرادت توظيفها، إضافة لجماعات متشددة لا تملك الوعي السياسي ولا الفهم الحقيقي للإسلام".
    وجدنا ظاهرة التطرف، يقف خلفها جهل من الذين يجهلون الإسلام، وممارسات تسيء للوجه الإسلامي والعربي، مستفيدين من حالة القمع السلطوي، وضرب الديمقراطيات، وأيضًا تدخل خارجي، ووجدنا ظاهرة لعودة التطبيع مع إسرائيل، وبدل التعاون معها كعدو، أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يفتخر بعلاقاته الظاهرة والباطنة مع أنظمة عربية".
    إسرائيل أمام هذا الوضع؛ كان لها يد طولى، وأضحت مرتاحة أمام هذه الظواهر، وباتت قضية فلسطين مهمشة؛ وتحول الامر لمحاولة خفض السقوف الفلسطينية كطرح التطبيع قبل التسوية، ودفع فواتير على حساب القضية لصالح إسرائيل حتى تخدم البعض، والضغط لتأجيل المصالح والانتخابات، ان كانت تعزز شرعية المقاومة".
    حماس تعاملت مع ذلك بأن بقيت تدير علاقاتها السياسية بدقة وحذر، بما يمزج بين المصالح ودرء المفاسد والانحياز لأخلاقهم؛ ومبادئهم مع الحرص أن قضية فلسطين ستظل المركزية، وخطورة إسرائيل على الجميع، مع حق الجميع التركيز على أولوياتها وهموم شعبها".
    الإسلاميين وقعوا في خطأين، هما "المبالغة في تخطيط الموقف، وهذا ناشئ عن قلة الخبرة، وغياب المعلومة الدقيقة، والوقوع في فخ تظليل الطرف الاخر، والاعتماد على تشكيل الصورة الانطباعية للطرف الآخر".
    أنّ الخطأ الثاني هو "أنّ هناك خللا ونقصا في التعامل مع شركاء الوطن، وثبت في التجربة أن الأغلبية في صناديق الاقتراع مهمة، لكنها لا تكفي لتزهد في الشراكة مع شركاء الوطن".
    خطأ يحصل لدى الكثير وهو الشعور بزهو القوة، وشرعية الأغلبية يزهد في الحرص على التوافق، ثم اكتشفنا أن نظرية البديل خاطئة، بمعنى أن تأتي حركة تجد نفسها بديلا عن الاخر لان برنامجه السياسي فشل أو فقد شرعيته، أو ترهل أو فسد؛ وهذا خاطئ، والمنهج الصحيح الشراكة والتوافق.. علينا ان ننزل لمسالة الشراكة والتوافق وليس البديل".

    نحن محتاجين للديمقراطية، وممارسة الاقتراع الحر، ونذهب لشراكة في تحمل المسؤولية وبناء المؤسسات السياسية في كل بلد، والتوافق الوطني سياسيا ونضاليًا".
    حماس تؤمن وتراجع ذاتها، وينوّه بأنّها وقعت في أخطاء؛ لكنها حققت منجزات على صعيد شعبها، "وأرى أننا في هذه المرحلة محتاجون للقراء الدقيقة لواقعنا في مراحله المتلاحقة، وأن نطور أنفسنا، وأن يكون هناك استجابة في التطوير الفكري والسياسي والتنظيمي".
    بقدر حرصي على التغيير والانفتاح بقدر مقتي للخضوع للآخرين وتمييع المواقف، وأن تخلق معادلة جديدة كيف تبقى منفتحا وتجدد، دون فقدانك أصالتك الفكرية، وحماس لديها علاقات دولية لكن دون أن نخضع لشروط الاخرين.. وهذا يستلزم أن تكون قويا وان يكون عقلك السياسي منفتحتا".
    إن العام القادم ستجرى فيه انتخابات داخلية للحركة وسينتخب خلالها رئيسا للمكتب السياسي وسيكون خالد مشعل رئيسا سابقا للمكتب السياسي".