• يوتيوب، 27/10/2014، محمد دحلان، الملتقى الخليجي المتوسطي، سردينيا، إيطاليا، الإرهاب، داعش، ضد الإخوان المسلمين، مع مصر،

    كلمة ‏محمد دحلان في الملتقى الخليجي المتوسطي والذي عقد في جزيرة سردينيا إيطاليا، في أكتوبر2014 والذي خصص لمناقشة ظاهرة الإرهاب في العالم:
    شكرا جزيلا لهذه الفرصة ، سأحاول ان ادخل في صلب الموضوع بعد ان اعلق تعليقا بسيطا على امنية الدكتور احمد الذي قالها في نهاية حديثة على الدوام اي عربي واي مسلم اما في بداية حديثة او نهاية حديثة يتمنى لعملية السلام النجاح والنجاه.
    أنا للاسف الشديد اقول لكم ان عملية السلام قد غرقت ليس متاخرا وانما غرقت منذ البداية لان اسس هذه العملية لم تكن قائمة على فكرة حق حقيقي وجاد وانما كانت قائمة على فلسفلة "بروسس ودينسروس" برعاة أمريكية قائمة على فكرة اننا سائرون والمسائل سائرة فليس بالضروري ان يصيلوا الى حل من وجهة نظر امريكية واسرائيلية على مدى 20 عام.
    اذا استمرت هذه القضية بإدارة الصراع وليس حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي اليوم نحن نعيش تحت وطئة داعش وغدا سنعيش وتعيشوا تحت وطئة اسماء جديدة، الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والاحتلال الاسرائيلي هو ماكنه اختراع لمتطرفين جدد يأخذوا من القضية الفلسطينية سبب وذريعة لان الجميع يعلم الظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال الاسرائيلي.
    ما دامت الولايات المتحدة الامريكية ولا الاتحاد الاوروبي يدلل اسرائيل على انها دولة خارج القانون ويبحثوا لها عن غطاء وحماية لن يكون هناك حل سياسي.
    اليوم سأتحدث عن الارهاب جميعنا سمع عن داعش وشاهدنا إرهابهم على شاشات التلفزيون من الغريب على العرب والمسلمين سماع شيء يدعى "الدولة الإسلامية".
    للأسف الإعلام الغربي والاعلام الامريكي يصر على استخدام اسم "الدولة الإسلامية" لداعش وكأن الإعلام يقول أن داعش هي مستقبل المسلمين وهذا غير صحيح.
    شاهدنا الإرهاب جلياً في أحداث نيويورك والأحداث التي استهدفت وزارة الدفاع الأمريكية.
    لم ينجح المجتمع الدولي منذ العام 2000 في الحرب على الإرهاب، ولكن على العكس فقد أصبح الإرهاب أقوى. لقد أصبح عابراً للحدود وعابراً للديانات وأصبح علاجه أكثر قصوراً من السابق.
    هناك أسباب عدة لاشتداد الإرهاب. عادة ما يحدد الغرب أسباب الإرهاب ويقدم تشخيصاً له، وكأنهم يعرفون عنا أكثر ما نعرف عن أنفسنا. يحللون الظاهرة ويقيمونها ويتدخلون في ديننا ويفسرونه ثم يعطوننا الحلول فتصبح النتيجة فاشلة للأسف الشديد.
    توجد أسباب كثيرة لعدم الوصول إلى حل في موضوع الإرهاب. مراكز الأبحاث ومراكز العلم والتفكير لديها الكثير من التجارب والخبرة المتراكمة، لكن من وجهة نظري السبب الأول هو عدم تشخيص الظاهرة بطريقة شمولية. لقد كان التشخيص على الدوام قاصراً، فقد أُرجِع الإرهاب إلى الفقر أو الأنظمة الديكتاتورية أو الفساد السياسي.
    أنا أعتقد أن الأسباب التالية كانت وراء نمو هذه الظاهرة: عدم تشخيص الظاهرة بدقة، التعامل معها على مستوى إقليمي وقطري منفصل دون ربطها بالعولمة وأدواتها، عدم خلق اجماع دولي بعيداً عن الاستقطاب لمواجهة هذه الظاهرة، والسبب الأهم من وجهة نظري هو استغلال بعض الدول – دون استثناء - لهذه الظاهرة. كثير من الدول استغلت هذه الظاهرة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة – إما بالإيواء تحت بند حقوق الإنسان أو تقديم حماية قانونية أو توفير طرف ثالث ليمول هذه الظاهرة، وبهذا تجعلنا نفكر أنها دول بريئة وليس لها علاقة بالإرهاب.
    الأمثلة على ذلك كثيرة منذ العام 2000. تضم هذه الدول دول من الاتحاد الأوروبي ودول عربية أيضا.
    هناك سبب آخر لاستمرار ظاهرة الإرهاب وهو عدم التعامل بشكل جدي مع الدول التي ترعى الإرهاب، وبالتالي تضارب المصالح الاقتصادية كان سبباً في زيادة هذه الظاهرة.
    أحياناً تقرر الولايات المتحدة أو فرد أو جماعة أو مركز أبحاث أو جهة دولية أن الإسلام أو المسلمين هم ارهابيون بطبعهم، ثم يتداول الإعلام ذلك ونصبح كمسلمين في حالة اتهام دائم في المطارات وفي أماكن أخرى وكأن الإسلام والمسلمين فعلاً هم من اخترعوا هذه الظاهرة. هذا غير صحيح وغير منصف.
    لكن حين تبنت بعض الدول بعض المنظمات الإرهابية، أصبح هذا الخلط مقصود. فبعد أن فشلت الفوضى البناءة أو الخلاقة أو الناعمة التي لم تخف الولايات المتحدة الأمريكية أنها اخترعتها وأدارتها وتابعتها وطبقتها... وبالمناسبة أنا أشك في قدرة الولايات المتحدة الأمريكية. أن لست من منتسبي نظرية المؤامرة في العقل العربي. ورغم أن الإدارة الأمريكية أعلنت عن الفوضى الخلاقة على لسان وزيرة خارجيتها ومستشارة الأمن القومي في ذلك الوقت، لكني أشك أنها كانت خلف ما جرى في العالم العربي من "فوضى خلاقة" تحولت إلى فوضى فتاكة. والآن نحن العرب والمسلمون ندفع الثمن نتيجة اجتهادات وعلاقات وحلول غير منطقية وغير صحيحة.
    في السنوات الأخيرة، قرر المجتمع الدولي أن الإخوان المسلمين ليسوا إرهابيين وليسوا أعداء للعملية الديمقراطية وليسوا أعداء لحرية الرأي وأنهم يعطون المرأة حرية مطلقة وهم مع احترام الرأي والرأي الآخر ويصلحون لأن يقودوا العالم العربي في السنوات القادمة بعد الربيع العربي .
    أود الحديث عن مصر كمثال. أنا لست مصرياً، أنا عربي، بعض الدول ما تزال مترددة في التعاطي مع نتائج خيارات الشعب المصري العظيمة حتى بعد أن خرج الشعب المصري عن بكرة أبيه إلى الشارع للاحتجاج على حكم الإخوان المسلمين. هذه الخيارات أنتجت انتخابات نزيهة وديموقراطية حددت بداية مسار جدي لمصر.
    أنا أتحدث عن مصر لماذا؟ اليوم داعش لديها 30 ألف عنصر، تخيلوا لو بقي تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، لتمكنت داعش من الانتشار في سيناء وليبيا والسودان بالإضافة إلى العراق وسوريا، ولكان لديها الآن ليس 30 ألف عنصر بل 300 ألف عنصر.
    أنا لا أقول أن الإخوان المسلمين ارهابيون ، ولكن هذه المنظومة بكاملها هي بيئة للإرهاب، هي تصنع الإرهاب، هي تصنع التطرف. أنا لست بصدد الدخول في الحديث عن الفرق بين داعش والإخوان المسلمين أو الفرق بين داعش وجبهة النصرة أو الفرق بين الإخوان المسلمين وجبهة النصرة.
    بالنسبة لي لا يوجد فرق بالمطلق. أنا مسلم ودرست الإسلام وتخرجت من الجامعة الإسلامية. أي طرف يقود ويؤسس للتطرف يجب أن يتم رفضه منذ البداية. لذلك أنا أعتقد أن تشخيص هذه الظاهرة يحتاج منا أن نكون صادقين مع أنفسنا أولاً، وألا نستغل أحزاب الإسلام السياسي في فرض أجنداتنا على دول بعينها ونقول أن شيء ما صالح اليوم وثم يصبح غير صالح بعد عشر سنوات.
    كيف استفاد الإرهاب - من وجهة نظري - من تطور ادوات العولمة؟
    استفاد اولا من حركة البشر والانتقال بحرية ومنح الجنسيات، وثانياً من حركة المال. اليوم أصبح الذي يجد صعوبة في تحويل المال هو الشخص المستقيم، أما الأشخاص غير المستقيمين فيستطيعون نقل المال بكميات كبيرة بسهولة ويسر.
    استفاد الإرهاب ثالثاً من الأفكار والأيدولوجيات، ورابعاً والأهم من الإعلام والتحريض. للأسف الشديد نحن في العالم العربي ليس لدينا إعلام مهني. إعلامنا تحريضي، يدعو إلى القتل والذبح. وسائل الإعلام في العالم العربي تعرض عملية ذبح المسلمين أو المسيحيين أو أشخاص من ديانات أخرى لأي سبب.
    بالمناسبة، أسمع أحياناً البعض يقول أن داعش تقتل المسيحيين فقط. هذا ليس صحيح، فداعش يقتلون المسليمن السنة والشيعة ويقتلون اليهود وكل من لا يتفق معهم. داعش لا يعترفون بالمسلمين الآخرين لأن لهم إسلامهم الخاص وتفسيرهم الخاص للإسلام ولديهم أحكامهم الخاصة.
    في تقديري أننا سنضطر للعيش في ظل الإرهاب لما لا يقل عن 20 سنة. طالبان التي كانت تتواجد في منطقة محدودة استمرت على مدار الولايات الرئاسية لثلاثة رؤساء أمريكان ترأس كل منهم الولايات المتحدة لفترتين رئاسيتين. تخيلوا كم من الوقت ستصمد داعش. لقد أصبحت داعش عابرة للحدودة وهي تتواجد على حدود العراق وسوريا وسيناء والسودان وليبيا وتونس القريبتان من أوروبا. لقد أصبح الإرهاب ظاهرة عابرة للحدود ولم تعد أوروبا بعيدة عن إرهاب المنطقة الذي ساهم الجميع في خلقه. لا يمكننا القول أن العرب هم من أنتجوا الإرهاب، فنحن ضحايا للأيدولوجيات وللدول التي ساهمت في خلق هذه الظاهرة.
    من باب التذكير القاعدة هي منتج أمريكي وهذا ما قالته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة "كلينتون" نحن ساعدنا القاعدة، المثل الثاني الإخوان المسلمين في عام 1928 بريطانيا العظمى ساهمت وجهزت الإخوان حتي يكونوا ضد الدولة الوطنية في مصر، المثل الثالث حماس "أصدقائي" إقروا الكتب التي أنتجت عن السيد خالد مشعل هناك كتاب منذ سنتين وإسمه حياة خالد مشعل ويتحدث كيف ساعدت إسرائيل بإنشاء حماس حتى تكون ضد منظمة التحرير.
    نأمل أن لا نضطر "بدلاً من مناقشة الإرهاب في العراق" إلى مناقشة الإرهاب في أوروبا وألمانيا وبريطانيا سينتقل الإرهاب إلى أوروبا لأن أوروبا تصدر الآلاف من الإرهابيين أو هم يصدرون أنفسهم إلى البلدان العربية الله وحده يعلم متى يعود هؤلاء الارهابيون إلى بلادهم عندها سنكون في ورطة وسيكون الوضع أكثر تعقيداً.