• لقاء خاص, قناة الجزيرة مباشر, 28/1/2017, أسامة حمدان, حماس حدود 1967, 1967, حدود 1967, دولة فلسطينية 1967, حكومة وحدة وطنية, مقاومة مسلحة,

    لماذا قررتم تشكيل حكومة وحدة وطنية الآن بالتحديد؟
    اسامة حمدان: في البداية اود أن اقول اننا اتفقنا على تشكيل حكومة وحدة وطنية في عام 2007 ولم يكن الوضع جيدا بين حماس وفتح في ذلك الوقت لكن كلانا، أو على الأقل نحن، نؤمن أنه علينا مواجهة الاحتلال ويجب ان نكون موحدين. ولسوء الحظ لم يحدث هذا بالطريقة المناسبة لسنوات عديدة. لكن الآن وصلنا إلى "نقطة الصفر" وفهمنا كلانا أننا كفلسطينيين بحاجة لحكومة وحدة وطنية ونأمل أن نتمكن من تحقيق ذلك في أقصى سرعة ممكنة، لأن الإسرائيليين يستولون الآن على الأرض من خلال المستوطنات، وكذلك فإن المنطقة غير مستقرة والمجتمع الدولي غير مستعد لمساعدة الفلسطينيين إلا في حال كانوا متوحدين.
    كان هناك عشرات المحاولات للمصالحة بين حماس وفتح خلال العقد الماضي، وحكومة الوحدة الأخيرة شكلت في عام 2014 لكنها انهارت، ما والذي يجعلكم تعتقدون ان حكومة الوحدة هذه المرة لن تنهار مثل سابقتها؟
    في السياسة لا احد يستطيع القول انه متاكد 100%، لكن عليك المحاولة، لقد شكلنا حكومة وحدة وطنية في 2014 وانهارت كما قلت لأنها لم تعمل كما كان يفترض بها أن تعمل. لكن الآن نحن نتحدث عن حكومة سياسية يفترض أن تتشكل من جميع الفصائل والمنظمات الفلسطينية.
    ما مدى مخاوفكم من ترامب وقضية نقل السفارة وتعزيز الاحتلال؟
    الجميع يعرف ان كل الإدارات الأمريكية السابقة دعمت الإسرائيليين ودعمت جيشهم وأفكارهم السياسية وبرامجهم ولم يقدم احد على أي خطوات حقيقية ضد المستوطنات على الرغم من معرفة الجميع أنها غير شرعية. لذلك لنرى ما سيفعل ترامب، واعتقد أن جزء من مخاوف الفلسطينيين متعلق بما سيفعله ترامب. وإذا نقل السفارة فإنه يعلم أن ذلك سيؤدي لتغيير كبير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهو يعلم أن القدس هي مفتاح السلام وعليه أن يختار بين تحقيق السلام في المنطقة أو وضع إسرائيل على "خط النار".
    هل تعتقد انه سيكون هناك عنف من جانبكم إذا تم نقل السفارة ؟
    أنا أرفض فكرة الحديث عن "عنف" من جانب الفلسطينيين وأؤمن بالمقاومة من جانب الفلسطينيين لان الجميع يعلم أننا شعب يعيش تحت الاحتلال، لذلك إذا حدث تغيير او حاولت الولايات المتحدة إحداث تغيير في وضع القدس الحالي، هذا يعني ردا من الجانب الفلسطيني ولا أحد يمكنه السيطرة على ذلك، سيكون هناك مقاومة لذلك ومقاومة ضد الاحتلال، واعتقد أن هذه الأمور يجب أن يفهمها ترامب وعليه أن يحدد خياره ما إذا كان يريد أن يكون الرئيس الذي يحقق السلام في المنطقة او الرئيس الذي يصب الزيت على النار. عليه الاختيار لأن الفلسطينيين لن يقبلوا التنازل عن القدس أو التنازل عن حقوقهم، والفلسطينيون لا زالوا ملتزمين بحقوقهم ولا زالوا ملتزمين بما اتفقوا عليه جميعا: دولة ذات سيادة عاصمتها القدس.
    ما هدفكم في عام 2017 هل هو مسح إسرائيل عن الخارطة كما هو موجود في ميثاقكم ام حل دولتين براغماتي؟
    أود القول أننا في حماس نريد تحرير الأرض الفلسطينية، ونريد دولة مستقلة وذات سيادة عاصمتها القدس ومع حق عودة اللاجئين، وجميعنا نعلم أن جميع المنظمات الفلسطينية وافقت على الميثاق الوطني الفلسطيني الذي وقع في عام 2006 ، وفي عام 2006 قلنا من خلال هذا الميثاق أننا نريد بناء دولة فلسطينية على حدود خطوط الرابع من حزيران عام 1967 تكون عاصمتها القدس ومع حق العودة للاجئين، وهذا هدف فلسطيني وطني اتفقت عليه جميع المنظمات.
    ما تقوله ان حماس تقبل بدولة فلسطينية مستقلة في الأراضي المحتلة الضفة الغربية وغزة على حدود 1967، هل هذا حل مؤقت أم انه دائم؟
    الأمر يعتمد على سلوك الإسرائيليين إذا قبلوا بذلك وتصرفوا بشكل إيجابي سيكون هذا موضوعا آخر. ولكن إذا أصروا طول الوقت على أن يكونوا محتلين ويستولوا على الأرض والقدس لا احد سيقبل ذلك ويبقى متفرجا.
    فلنفترض أن الإسرائيليين قبلوا بدولة فلسطينية مستقلة في الضفة وغزة هل ستقبل حماس بذلك ؟
    إذا فعلوا ذلك سيخلقون فرصة وستقرر الحكومة الفلسطينية المنتخبة ما هي الخطوة التالية وسنقبل ذلك.
    يتهم الفلسطينيون عادة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية وغزة ويدعم هذه المطالبات الكثير من المنظمات الحقوقية ، ولكن المنظمات الحقوقية ذاتها تتهمكم أنتم ايضا حماس بارتكاب جرائم حرب أيضا كما ورد على سبيل المثال في تقرير من قبل منظمة العفو الدولية في 2015 اتهمتكم فيه بـ "خطف وتعذيب وقتل دون محاكمات في حرب 2014 ؟
    كل شخص يستطيع قول ما يحلو له. نحن نريد دلائل عليهم أن يقولوا متى وكيفية حدوث ذلك، وعليهم أن يقدموا أسماء وأماكن وعليهم تقديم حقائق ونحن واضحون. إذا حدث شيء من ذلك نحن مستعدون للتحقيق والتعامل مع ذلك بطريقة إيجابية، نحن لا نقتل شعبنا.
    منظمة العفو الدولية أصدرت تقريرا في عام 2015 وضعت فيه حقائق وأسماء واماكن وتواريخ، كذلك منظمة هيومن رايتس ووتش قالت في تقرير لها العام الماضي أن حماس قامت بتنفيذ حكم الإعدام بحق اشخاص متهمين بالخيانة دون محاكمة ، وقامت بتعذيب السجناء وإطلاق آلاف الصواريخ نحو التجمعات المدنية الإسرائيلية؟
    دعنا نفصل بين الأمرين، ما فعلناه من مقاومة ضد الاحتلال ليس جريمة حرب، فقد كنا ندافع عن شعبنا حيث أطلقت إسرائيل ألاف الصورايخ تجاه شعبنا لذلك صواريخنا كانت دفاعا عن النفس وليست جريمة.

    لكن هذه المنظمات تقول ان الفلسطينين الذين تقول عنهم شعبك عذبتهم حماس، فكيف تتغاضى عن هذا؟
    لا نحن لا نعذبهم، ومنظمة العفو الدولية مرحب بها في غزة ويمكنهم سؤال الناس بشكل مباشر ومعرفة ما إذا كان ذلك حقيقا أم لا.
    حماس كانت معروف في التسعينيات بهجماتها الانتحارية على المدنيين الإسرائيليين داخل الخط الأخضر، هل لازلتم تؤمنون بشرعية هذه الطريقة التي تسمونها "مقاومة" ضد الإسرائيليين؟ هل لا زالت حماس تدعم التفجيرات الانتحارية؟
    دعنا نسال هذا السؤال أولا: ما هي المشكلة في ذلك؟ التفجير؟ أم العمل الانتحاري؟ إذا كان التفجير فما المغزى من إطلاق مئات آلاف الصورايخ على الفلسطينيين ومنازلهم ومكاتبهم وشوارعهم وأسواقهم. ألا يعتبر هذا عمل أرهابي ام لأن إسرائيل هي من تقوم به لا احد يطرح الأسئلة.
    ولكن ماذا عن الأهداف؟ الحافلات ومطاعم البيتزا والمقاهي؟
    إذا لاحظت الأهداف السابقة ستجد أن غالبية القتلى من الجنود حتى لو كانوا يركبون الحافلات أو يجلسون في المطاعم والمقاهي، الفكرة ببساطة وجود احتلال يهاجمنا ويقتل شعبنا لذلك على القيادة السياسية والعسكرية لهذا الاحتلال أن تدرك انه لا يمكنهم قتل شعبنا دون دفع ثمن ذلك، نحن نؤمن أن الناس هناك في إسرائيل عليهم الضغط على حكومتهم من أجل الانسحاب. ولو كنا نستهدف المدنيين كما يزعمون كنا سنهاجم الملاعب والسينما وغيرها من الأهداف المدنية لكن ذلك لم يحدث.
    ليوبودف راسدولسكايا 73 عام قتلت في تفجير انتحاري في مركز تسوق في ديمونا. حماس وصفت الهجوم بالبطولي؟ إنها جريمة قتل "جبانة" لأمرأة؟ كيف يمكنك دعم مثل هذه الهجمات باسم مقاومة الاحتلال؟
    أسامة حمدان: من الواضح انك تخلط الأمور أو على الأقل هذه هي الرواية الإسرائيلية. هناك نقطتان حول هذا الموضوع، ليس ذنبنا إن اختبئ الجنود بين المدنيون وليس ذنبنا إذا كان الجنود الإسرائيليون يستخدمون الحافلات ويذهبون لمراكز التسوق.
    بالضبط هذا التبرير الذي يقدمه الإسرائيليون عندما يوجهون الضربات لغزة أن حماس تختبئ بين المدنيين.
    هذا ليس صحيحا لانهم يقصفون البيوت، ولو أردنا مهاجمة المدنيين لاستهدفنا أهدافا مدنية واضحة. وهو أمر أسهل لكننا لم نفعل ذلك.
    لنجعل الأمر واضحا، هل تؤيد حماس التفجيرات الانتحارية داخل الخط الأخضر؟
    أسامة حمدان: لنكن واضحين نحن نؤمن ان من حقنا مقاومة الاحتلال وسنستخدم التكتيكات التي نراها صحيحة لفعل ذلك.