-
فيديو: تلفزيون فلسطين، تغطية خاصة، كلمة السيد الرئيس خلال أعمال مؤتمر دافوس الإقتصادي،

- تغطية خاصة، تلفزيون فلسطين، 25/05/2013، السيد الرئيس، محمود عباس، أبو مازن، مؤتمر دافوس الإقتصادي،
في البداية أحب أن أقدم تهانيّ الحارة للأردن ملكا وحكومة وشعبا لمناسبة عيد الاستقلال، متمنيا لهذا البلد العزيز الشقيق دوام الاستقرار ودوام التقدم ودوام النجاح، إن شاء الله، أيها الأخوة في الأردن.
يأتي انعقاد هذا المنتدى اليوم في ظل ظروف بالغة الدقة والخطورة، يشهدها العالم، وتشهدها منطقتنا خاصة، تؤدي إلى تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية متسارعة ومتشابكة غير واضحة المعالم، تؤثر على مجتمعاتنا ولها مردودها على الأمن والاستقرار، وعلى خطط التنمية الاقتصادية المستدامة وديناميكيتها.
وأود هنا أن أشيد بالدور الطليعي الرائد الذي يقوم به المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعمل كل عام على جمع هذه النخبة الكبيرة والمميزة من رجال السياسة والمال والأعمال والاقتصاد والأكاديميين تحت سقف واحد، ليتناقشوا في السبل الكفيلة والناجعة للمضي قدماً بخطط التنمية والتطوير الاقتصادي والاجتماعي، وخلق بيئة ملائمة لتبادل الخبرات والآراء بشأنها.
وأغتنم فرصة انعقاد هذا المنتدى في ربوع الأردن الشقيق، لأعبر لأخي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، عن جزيل الشكر وعميق التقدير، على دعوته الكريمة، واستضافته لهذا المؤتمر في ربوع الأردن الأبي العزيز، وإن هذا ليعكس ما تبذلونه، يا صاحب الجلالة، من جهدٍ واهتمام مخلص لتحقيق الأمن والسلام الشامل والعادل في المنطقة، والكل يشهد على جهودكم المخلصة ومساعيكم بهذا الشأن، مقدرين مواقفكم النبيلة والداعمة لأهلكم في فلسطين، لتعزيز صمودهم في وطنهم.
إن لفلسطين مكانتها الروحية والدينية وموقعها الجغرافي المتميز، إنها أرض الديانات السماوية الثلاث، أرض السلام التي يرنو إليها مئات الملايين من البشر.
وبالرغم من المعوقات الإسرائيلية، بعدم تمكيننا من استغلال كامل أراضينا ومواردنا الطبيعية، فإن فلسطين تتمتع بفرص واعدة، وآفاق رحبة وكبيرة في مجالات السياحة والاستثمارات الزراعية والصناعية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وإنتاج وتوزيع الطاقة الكهربائية من خلال الاستثمار في حقول الطاقة، بما في ذلك الطاقة المتجددة، وكذلك في مجالات النفط والغاز والبوتاس، وسواها من الحقول الاستثمارية الواعدة.
ورغم كل ما يضعه الاحتلال من عراقيل، فقد قام مستثمرون فلسطينيون وعرب، ومعهم صندوق الاستثمار الفلسطيني، ورئيس الصندوق د.محمد مصطفى الموجود هنا بيننا، بإقامة عدد من المشاريع السياحية والسكنية في رام الله وجنين، والمناطق الصناعية الكبرى في كل من أريحا وبيت لحم، والاستثمار في مجال الاتصالات والطاقة والإنتاج الزراعي.
وأصدرنا قوانين تحمي الاستثمار وتشجع على تطوير البنية التحتية، ولدينا حركةٌ مصرفية نشطة تشرف عليها سلطة النقد الفلسطينية، إلى جانب بورصة فلسطين النشطة، ومركز الإحصاء الفلسطيني، الذي يوفر المعلومات الإحصائية وفق أحدث المعايير الدولية.
إننا ندعوكم لزيارة فلسطين، والاطلاع بأنفسكم على الأوضاع، واستطلاع الفرص الاستثمارية المتوفرة والممكنة، ويمكنكم عقد شراكات مع المستثمرين ورجال الأعمال الفلسطينيين، فمثل هذه الأنشطة الاستثمارية تعزز صمود شعبنا، وتدعم تحقيق السلام والاستقرار في منطقتنا، وتعود بالمنفعة والفائدة على المستثمرين كذلك.
بعد أيام معدودة سيكون قد مضى على احتلال أراضي الضفة الغربية، والقدس الشرقية، وقطاع غزة، ستة وأربعون عاماً، وبعد عشرين عاماً من المفاوضات، ما زالت حكومة إسرائيل تراوغ وتماطل وتتهرب من استحقاقات السلام.
ومع ذلك، ما زلنا نقول إننا نريد السلام الشامل والعادل، ونريد الوصول إلى حل الدولتين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام، طِبقاً لقرارات الشرعية الدولية، وخطة خارطة الطريق، ومبادرة السلام العربية، والكل يعلم بأننا قد وفينا بالتزاماتنا كافة طبقاً للاتفاقات المبرمة، وأوضحنا مواقفنا ونوايانا، وقدمنا كل ما هو مطلوب منا.
إننا نشهد هذه الأيام تحركاً ملموساً، وجهوداً تبذل من أجل استئناف عملية السلام التي تلت زيارة الرئيس أوباما، عبر جهود الوزير جون كيري، وهذا يبعث الأمل في النفوس، فنحن ننتظر ومعنا المنطقة بأسرها والعالم، أن تثمر المساعي التي تبذل حالياً والمدعومة من الأطراف الإقليمية والدولية كافة، عن الوصول إلى حل يُنهي الاحتلال الإسرائيلي الذي وقع عام 1967، ويضمن لشعبنا حقه المشروع في دولته المستقلة ذات السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.
وبهذه المناسبة، فإننا نجدد القول إن حصول فلسطين على صفة دولة مراقب في الأمم المتحدة ليس بديلاً عن المفاوضات، ولكنه حق من حقوق الشعب الفلسطيني، كما أنه سعي فلسطيني من أجل تأكيد مرجعية عملية السلام الذي نعمل على تحقيقه بكل تصميم.
إننا نسعى بكل عزم وتصميم لوضع حدٍ للانقسام الفلسطيني، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية بأسرع وقت ممكن، داعين جميع الأطراف إلى التجاوب مع الجهود المبذولة، ونحن ماضون، بإذن الله، في الاتجاه الصحيح.
قضية المصالحة تحتاج إلى نقطتين فقط، تم الاتفاق عليهما في كل من الدوحة ومصر، وهما: تشكيل حكومة انتقالية من المستقلين، وإجراء الانتخابات؛ وعندما تتم الموافقة على إجراء الانتخابات سنذهب فورا إلى المصالحة، فهل نحن وهم راغبون في الانتخابات؟ هذا سؤال ليس لدينا جواب عليه.
وأوجه من هنا كلمة لجيراننا الإسرائيليين، بأن إنهاء الاحتلال لأرضنا، وإطلاق سراح أسرانا، ورحيل المستوطنين والاستيطان، وتفكيك جدار الفصل العنصري، هو ما يصنع السلام، ويضمن الأمن لكم ولنا، والفرصة ما زالت ممكنة لصنع هذا السلام، فتعالوا لنجعل السلام حقيقة ننجزها على الأرض، لتنعم أجيالنا الحاضرة والمستقبلية بثماره، وتعيش في ظلاله.
أشكركم على حفاوة الاستقبال، وكرم الضيافة، وحسن الاستماع مثمنا عاليا كل جهد بذل لتنظيم هذا المنتدى العتيد، الذي أرجو أن يحقق كل غاياته المنشودة، مشيدا بما لقيناه من قبل الأردن الشقيق ملكا وحكومة وشعبا من حسن الاستقبال وحرارته، ومثمنين جهود صاحب الجلالة، القيمة لإنجاح أعمال هذا المنتدى الاقتصادي الهام.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى